جريدة وطنية تغطي كل المكاتب الولائية والجهوية واللجان

الغش والتزوير مدعاة للفخر والاعتزاز

الغش والتزوير تمادى فيه الكبار ، فلماذا نلوم الصغار ؟

الكل يستغرب من غش الطلبة وتسريبات أسئلة الامتحانات الرسمية خاصة شهادة البكالوريا ، هذه الشهادة ذات المصداقية العالمية في حياة الجزائر المستقلة التي بدأ يأفل نجمها منذ 2003 أي منذ تطبيق الإصلاحات التربوية ، وهذه الشهادة تعرف انحدارا لم يسبق له مثيل ، و في كل مرة يزداد الوضع سوءا ، حيث عرفت هذه الحقبة بهرجة إعلامية وهالة كبيرة ، وانطلق التزوير والغش المفضوح وبشكل رهيب من خلال :
• تضخيم نتائج الامتحانات الرسمية من طرف وزارة التربية منذ سنة 2003 لإيهام المجتمع بنجاح الإصلاحات التربوية ، ناهيك عن تضخيم النتائج المدرسية في جميع المستويات منذ إقرار وزارة التربية عقوبة مديري التربية ومديري المؤسسات التربوية الذين تحصلت ولاياتهم ومؤسساتهم على نتائج ضعيفة .
• وضع سلم تنقيط الحركة التنقلية أدرج فيه تقييم النتائج المدرسية ، ومنذ ذلك الوقت والتنافس على أشده من أجل الغش والتزوير كل في موقعه وما تحت مسؤوليته.
• تنظيم ملتقى وطني حول إصلاح المدرسة الجزائرية ضم أزيد من 800 إطارا أنفقت فيه الملايير من أجل تمرير التدريس باللهجات العامية ، هذه التوصية التي لم ترد في أي لجنة من لجان الملتقى ، والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين كان حاضرا و ممثلا في هذا الملتقى واستمع ممثلوه لجميع التقارير النهائية للورشات ولم تتضمن هذه التوصية في أي تقرير من تقارير الورشات ، وكنت شخصيا من ممثلي الاتحاد الحاضرين .
• طبع كتب مدرسية بأسماء مؤلفين جدد لم يقوموا بأي عمل سوى مراجعتها وأصبحوا مؤلفين لكتب سهر على تأليفها مربون ومربيات ، كل ماقامت به ماسمي بلجنة التأليف هو حذف بعض الآيات والأحاديث وبعض العبارات التي لاتروقهم ولا تتماشى وأيديولوجيتهم ، ووترسيم خريطة إسرائيل في 03 صفحات وحذف خريطة فلسطين ، وتم تصحيح صفحة واحدة فقط والصفحتان الأخريتان بقيتا على حالهما ، ومن أجل ذلك صرفت ملايير دفعت مقابل مراجعتها فقط ، إضافة إلى ترصيع أسمائهم في قائمة المؤلفين في تزوير وغش مع سبق الإصرار .
• هذه بعض وليس كل مظاهر الغش والتزوير في قطاع التربية ، هذا القطاع الذي يفترض فيه أن يكون نموذجا في الصدق والمصداقية و الأمانة و الشفافية ، أما باقي القطاعات فحدث ولا حرج ويعجز المرء عن سردها ، آخرها التزوير في الانتخابات التي أصبحت طبيعية جدا ، والأدهى والأمر أن الكبار يتفاخرون بغشهم وتزويرهم أمام الصغار ويعتبرونه شطارة وخفة ، وهم معجبون بصنيعهم المشين ، متغافلين متناسين بأن الأبناء سيقلدون الأبناء مادام العمل مدعاة للفخر والاعتزاز ، ولذلك فلا نعجب أبدا لمظاهر الغش والتزوير التي ألفها الكبار والصغار، وبعد تمادي الكبار نلوم الصغار ؟ وصدق من قال : ” يداك أوكتا وفوك نفخ ” ، فالخطب جلل مما يستوجب دق ناقوس الخطر الذي يهدد كيان الدولة والأمة برمتها إن استمر الوضع على حاله.

اترك تعليق

avatar
  Subscribe  
نبّهني عن
close-link